الأحد، 29 مارس 2015

التعلم التشاركي " المفهوم , المميزات , الأدوات , استراتيجيات ..


أدى التوجه الحديث لتكنولوجيا التعليم والتعلم الإلكتروني المرتكز على التعلم الالكتروني النشط والتشارك الذي يقوم على مصادر التعلم الإلكتروني وعملياتها وأدوات الويب 2.0إلى الحاجة لاستراتيجيات التعلم التشاركي والتفاعلي التي تهتم بتوظيف مهام بناء المعرفة مثل إنتاج وتطبيق وتقويم المعرفة التي يتطلبها مجتمع المعرفة .




مفهوم التعلم التشاركي والتعلم التشاركي عبر الويب : 


يشير مفهوم التشارك Collaboration إلى العمل في مجموعة من فردين أو أكثر لإنجاز هدف مشترك، ويراعى تقدير مساهمات كل فرد في المجموعة، الأمر الذي يعمل على توطيد العلاقات فيما بين أفراد المجموعة، ويعد التعلم التشاركي Collaboration Learning من أهم الأستراتيجيات التي أثبتت تميزها وأهميتها، حيث إنها توفر للمشاركين فرصة للتعلم ومشاركة مصادر المعلومات المتنوعة، فضلاً عن إمكانية تبادل الخبرات فيما بينهم، حيث لا يقتصر الهدف الرئيس للتعلم التشاركي على اكتساب المعرفة ومشاركتها فحسب بل يتعدى ذلك إلى اكتساب الفرد القدرة على بناء المعرفة بطرق مبتكرة وجديدة (Paavola et al. 2004: 577).
في حين يعرف التعلم التشاركي عبر الويب Collaborative E-Learning بأنه إستراتيجية تعلم تتمركز حول الطالب وتعتمد على التفاعل الاجتماعي كأساس لبناء المعرفة، من خلال توظيف أدوات التواصل المتنوعة التي يوفرها الويب (Roberts, 2004)








.

مميزات التعلم التشاركي عبر الويب  : 

يساعد التعلم الشاركي عبر الويب في:
- استخدام الطلاب لمصادر المعلومات في بحثهم وتوجيه جهودهم نحو التوصل إلى المعلومات من مصادر التعلم المختلفة وجمعها وتنظيمها.
- إضافة قيمة لهذه المصادر من خلال تداول الطلاب لهاوبناء تمثيلات لمعارفهم الخاصة لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
- مسئولية الطلاب فرادى وجماعات عن مشروعاتهم حيث يعمل كل طالب في عمل فرعي محدد ولكنه يكمل عمل الآخرين والذي يؤدي في النهاية إلى مشروع جماعي تشاركي.
- الدمج بين معرفة المتعلمين ومعرفة الخبراء فى المجال مما يساعد على تخطى الحواجز أثناء عملية التعلم ومواكبة التطورات العلمية فى المجال.
- منح المتعلمين فرادى وجماعات مسئولية عن إنجازاتهم مما يبرز دور كل متعلم على حده ويساعد على تقويم دوره فرديا بالإضافة إلى تقويم دور المتعلمين ككل.
وقد سبق وأن أكد "جونسون، وجونسون" (Johnson & Johnson, 2003, 483) أن التعلم التشاركي يمكن المتعلمين من توسيع احتياجاتهم التعليمية واحتياجات الآخرين، كما أن الأثر الإيجابي للتعلم التشاركي عبر الويب يعزز مهارات التفكير الناقد، ومشاركة إنشاء المعرفة، والتعلم التبادلي حيث يأخذ كل متعلم مسؤولية تعلمه.
أدوات التعلم الإلكتروني التشاركي القائم على الويب:
تسهم أدوات التعلم الإلكتروني في نقل خصائص الاتصال وجهاً لوجه Face to Face Communication التي يتسم بها التعليم التقليدي إلى بيئة التعلم الإلكتروني القائم على الويب (محمد زين الدين، 2008)، ويمكن تحقيق أي شكل من أشكال التعلم التشاركي في بيئة التعلم القائم على الويب من خلال الأدوات التي يوفرها سواء أكانت تزامنية، مثل غرف الحوار المباشر Chatting Rooms ومؤتمرات الفيديو والمؤتمرات الصوتية، أم غير تزامنية، مثل منتديات المناقشة الإلكترونية والبريد الإلكتروني، فتتاح فرصة للطلاب للتواصل فيما بينهم وقراءة الرسائل الواردة والاطلاع والرد عليها، حيث يتاح للطلاب وقت مناسب في عملية التشارك مما يؤدي إلى تعميق فهمهم (Uribe, Klein, & Sullivan, 2003). 


دراسات حول فاعلية التعلم التشاركي عبر الويب:
أجريت عديد من الدراسات للتحقق من جدوى مثل هذا النوع من التعلم، حيث استهدفت دراسة محمد فوزي (2010) الكشف عن فعالية برنامج تدريبي قائم على التعلم التشاركي عبر "الويب" في تنمية كفايات المعلمين في توظيف تكنولوجيات التعليم الإلكتروني في التدريس، وأشارت نتائج البحث إلى فاعلية البرنامج التدريبي في تحسين الجوانب: المعرفية والأدائية والوجدانية (اتجاهات المعلمين) لكفايات توظيف المعلمين لتكنولوجيا التعلم الإلكتروني في التدريس، ويفسر الباحث تلك النتائج بأنها قد ترجع إلى اعتماد البرنامج على التعلم التشاركي حيث تم تبادل الخبرات بين الطلاب حول موضوعات البرنامج مما أسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المنشودة .


واستهدفت دراسة همت قاسم (2013) الكشف عن فاعلية نظام مقترح لبيئة تعلم تشاركى عبر الإنترنت فى تنمية مهارات حل المشكلات والاتجاهات نحو بيئة التعلم لدى طلاب تكنولوجيا التعليم، وأسفرت نتائج البحث عن وجود فروق دالة بين متوسط درجات المجموعة التجريبية الأولى التي تستخدم (بيئة التعلم الإلكتروني) ومتوسط درجات المجموعة التجريبية الثانية التي تستخدم (بيئة التعلم الإلكتروني التشاركي) في التطبيق البعدي لاختبار التحصيل ومقياس الاتجاه لصالح المجموعة التجريبية الثانية، وأوصت الباحثة بضرورة استخدام بيئات التعلم الإلكتروني التشاركي في تدريس المقررات التعليمية المختلفة، والاهتمام بتنمية مهارات التفكير بشكل عام، بالإضافة إلى إقامة دوات تدريبية لتدريب المعلمين على مهارات استخدام أدوات بيئات التعلم الإلكتروني التشاركي، وإجراء مزيد من البحوث والدراسات للتأكد من فاعلية بيئات التعلم الإلكتروني التشاركي في تنمية التحصيل ومهارات التفكير. 
عمليات تحديد مسار استراتيجيات التعلم التشاركي عبر الويب: 
لاستراتيجيات التعلم التشاركي عبر الويب عمليات تحدد مسار التعلم (حسن مهدي، عبد اللطيف الجزار، محمود الأستاذ، 2012) ، وهي كما يلي:


1-توليد فكرة: 
 وتشمل هذه العملية، عمليتين فرعيتين متكاملتين هما:
عملية التقاط المعرفة (فرديًا أو جمعيًا) من مصادر التعلم المختلفة.
عملية إنتاج فكرة: حيث يعيد المتعلم إنتاج ونشر الفكرة التي استقبلها من مصادر التعلم المختلفة بأسلوبه الشخصي وحسب فهمه وثقافته وبنيته المعرفية، حيث يعرضها على أعضاء مجموعته بشكل فردي. وهنا ينفذ الطلبة (معرفة ماذا). 
 2- تنظيم الأفكار 
وهنا يتم التحاور والتفاوض بين أعضاء المجموعة حول الأفكار المعروضة، بهدف إيجاد خط مشترك بينهم. وهنا ينفذ الطلبة (معرفة لماذا). 
 3-الترابط الفكري:  
نتيجة لتنظيم الأفكار ؛ ينتج فكرة واحدة مترابطة تمثل كافة أعضاء المجموعة . وهنا ينفذ الطلبة (معرفة كيف)، أي بمثابة تطبيق للمعرفة المكتسبة.


إستراتيجيات التعلم التشاركي عبر الويب :

1- إستراتيجية التعلم التشاركي داخل المجموعة:  
تعرف بأنها:  منظومة من الإجراءات المتداخلة المتكاملة التي تتم عبر الويب بهدف إدارة المشاركات التعليمية بين أعضاء مجموعة التعلم، بحيث تعمل كل مجموعة داخلياً منفصلة عن المجموعات الأخرى عن طريق أدوات محددة من الويب 2.0، مع وجود توجيهي وإرشادي للمدرب، وصولا لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها. 
2- إستراتيجية التعلم التشاركي بين المجموعات:  
تعرف بأنها:  منظومة من الإجراءات المتداخلة المتكاملة التي تتم عبر الويب بهدف إدارة المشاركات التعليمية بين أعضاء مجموعة التعلم داخلياً عن طريق أدوات محددة من الويب 2.0 ، مع الإطلاع على مخرجات أعضاء المجموعات الأخرى، بحيث تعمل كل مجموعة داخلياً مع منحها صلاحية الاستفادة من خبرات المجموعات الأخرى من خلال مشاهدة التفاعلات التشاركية بين أعضاء المجموعات المختلفة بدون الظهور أو التحرير أو التعديل فيها عن طريق أدوات ويب 2.0 المحددة، مع وجود توجيهي وإرشادي للمدرب، وصولا لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها . 



المراجع : 

وعد الحارثي ) 

هناك 5 تعليقات:

  1. لا يقتصر الهدف الرئيس للتعلم التشاركي على اكتساب المعرفة ومشاركتها فحسب بل يتعدى ذلك إلى اكتساب الفرد القدرة على بناء المعرفة بطرق مبتكرة وجديدة و أيضا إمكانية تبادل الخبرات فيما بينهم و المناقشة و التحاور .. و يساعد الطلاب استخدام لمصادر المعلومات في بحثهم وتوجيه جهودهم نحو التوصل إلى المعلومات ..
    و أراء ( اهمية التعلم التشاركي ) مهم جدا في اكتساب المعرفة , التفاعل الاجتماعي , تبادل الخبرات

    شكرا على المجهود وعد ..

    ردحذف
  2. التعلم التشاركي هو احدى احسن الطرق للتعلم ففيه الكثير من النشاط والحماس ويحث الشخص على التعلم بطريقة اسرع وفعالة اكثر ومنها اكتساب خبرات كثيرة من عدة اشخاص وينمي معلوماتك ويوسعها.

    ردحذف
  3. يعد التعلم التشاركي من اهم الاستراتيجيات التي اثبتت أهميتها وتميزها لأنها توفر للمشاركين فرصة التعلم ومشاركة المعلومات وتبادل الخبرات .
    أيضا أرى ان التعليم التشاركي يعزز من مهارات التفكير الناقد ويحث على التعاون وأيضا الثقه في طرح المعلومة والنقاش فيها .

    وبرأيي قد تكون إيصال المعلومة من زميل لأخر اسهل تقبلا واستيعابا من المعلم للطالب
    لعدم الخجل من سؤال المتعلم لزميلة وتكرار المعلومة والنقاش فيها فيما بينهم .

    لكن من خلال بحثي السريع عن هذه الاستراتيجية وجدت عدة سلبيات لفتني منها هذه النقطة
    " إن هذا التعلم لا يتم إلا بالاتصال عبر الانترنت وبالتالي فان الدارسين الذين يفتقرون إلى وسيلة الاتصال الإلكترونية لن يكون بإمكانهم الاشتراك في التعلم "
    وأيضا
    " عدم ملائمة هذا النمط من التعلم للمواضيع الدراسية التي تحتاج إلى الكثير من التدريب العملي. "

    لا اجد ان التعليم التشاركي قد يكون في يوم ما سائدا , لكن هي استراتيجية حماسية وتضيف للفرد الفرصة في ابراز ما تعلمه ..



    شكرا لك وعد على مابذلتي من جهد

    رنا العجاجي .

    ردحذف
  4. التعليم التشاركي من اهم استراجيات التعليم الحديث حيث انها توسع مدارك كل شخص من حيث تبادل المعلومات والافكار، استخدام التكنولوجيا والويب تطوير مهم حيث يسهل تواصل الراغبين بالتعلم التشاركي ونقاشهم عند بعد واضافة لإيجابياته يوجد بعض السلبيات منها اعتماد هذه الاستراتيجية على توفر اتصال بشبكة الانترنت حيث اذا لم تتوفر لن يستطيع المتعلم المشاركة او في حال انقطاع الاتصال.
    سلبية اخرى وهي عدم توفر جميع اشكال التواصل مثل توفرها عند التعلم وجها لوجه فمثلا عند اقناع شخص بنظريتك او رأيك نحتاج الى التواصل بالاعين ولغة الجسد الي تسهل علينا معرفة ردة فعل الطرف الآخر

    ردحذف
  5. اود ان اضيف انه أجريت عديد من الدراسات للتحقق من جدوى مثل هذا النوع من التعلم، حيث استهدفت دراسة محمد فوزي (2010) الكشف عن فعالية برنامج تدريبي قائم على التعلم التشاركي عبر "الويب" في تنمية كفايات المعلمين في توظيف تكنولوجيات التعليم الإلكتروني في التدريس، وأشارت نتائج البحث إلى فاعلية البرنامج التدريبي في تحسين الجوانب: المعرفية والأدائية والوجدانية (اتجاهات المعلمين) لكفايات توظيف المعلمين لتكنولوجيا التعلم الإلكتروني في التدريس، ويفسر الباحث تلك النتائج بأنها قد ترجع إلى اعتماد البرنامج على التعلم التشاركي حيث تم تبادل الخبرات بين الطلاب حول موضوعات البرنامج مما أسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المنشودة .
    ميعاد بارجاء

    ردحذف